وأنفق ما جمعتُ بأرضِ جمع ... وأسلو بالحَطيم عن الحُطامِ

غيره:

يا سميري روّح بمكةَ روحي ... شادياً إن رغبت في إسعادي

فذُراها سربي وطيبي ثّراها ... وسبيلُ المسيل وِردي وزادي

كان فيها أنسي ومعراج قدسي ... ومقام المقامِ والفتح بادي

فبرزت من المدينة الشريفة، ونزلت على ذي الحليفة، وهي على ستة أميال منها، فأحرمت منها بحجة لروح سيد المرسلين وخاتمَ النبيين، رجاء أن أكون من

المقبولين.

ثم أتينا على خيف بني عمرو وهو شعب بين جبال شاهقة، فيه النخيل الباسقة، والأشجار المتناسقة، وماؤه من جدولين، أحدهما في الخيف الأعلى والآخر في الخيف الأسفل، والقرية على سفح الجبل لأن السيل يغشى الوادي.

ثم مررنا بالحمراء والصفراء والحسينية، وهي خيوف حسنة وقرى مستحسنة، وأخذنا على طريق زقاقه، وهي شرقي الطريق البدرية.

ثم أتينا على حسنا وهو وادٍ قد يوجد به الماء من الأمطار، ثم أتينا على مستورة واد كثير الرمل، وماؤه من حفائر يحلو مع المطر، ويهمج مع المحل، وعليه قرية لطيفة. ثم أتينا على رابغ وادٍ من الجحفة واسمه القديم رابوغ، وهو ميقات أهل الشام، وماؤه من الحفائر وعليه مزارع، وهي على الساحل بحيث يؤتى إليها بالسمك الطري في الغالب، وهي كثيرة الغبار وفي ذلك يقول الفيومي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015