وهذه الفلوس معمولة من نحاس وأخلاط من غيره معجونه به، والفلس منها في قدر الدرهم البغلي «1» ، وفي وسطه ثقب واسع ليفرد الخيط فيه، وقيمة كل ألف فلس منها مثقال من ذهب، وينظم الخيط منها ألف فلس على رأس كلّ مائة عقدة، فإذا ابتاع المبتاع ضياعا أو متاعا أو بقلا فما فوقه دفع من هذه الفلوس على قدر الثمن، وهى موجوده بسيراف وعليها نقش بكتابتهم.
وأمّا الحريق ببلاد الصّين والبناء وما ذكر فيه فالبلد مبنّى على ما قيل من خشب ومن قنا مشبّك على مثال الشقاق القصب، عندنا ويليّط بالطين وبعلاج لهم يتخذونه من حب الشهدانج (128) «2» فيصير في بياض اللبن، وتدهن به الجدر فيشرق اشراقا عجيبا، وليس لبيوتهم عتب (129) «3» لأن أملاكهم وذخائرهم وما تحويه أيديهم في صناديق مركبة على عجل تدور بها، فإذا وقع الحريق دفعت تلك الصناديق بما فيها فلم يمنعها العتب من سرعة النفوذ.
وأما أمر الخدم فذكر مجملا وانما هم ولاة الخراج وأبواب المال، فمنهم من قد سبى من الأطراف فخصى، ومنهم من يخصيه