يروعني من صرفها كل حادث ... تكاد له صم الجبال تزول
أداري على الرغم العدى لا لريبة ... يصانع واش خوفها وعذول
وأغدو بأشجاني عليلاً كأنما ... تجود بنفسي زفرة وغليل
وإني وإن أصبحت في دار غربة ... تحيل الليالي سلوتي وتديل
وصدتني الأيام عن خير منزل ... عهدت به أن لا يضام نزيل
لأعلم أن الخير والشر ينتهي ... مداه وأن الله سوف يديل
وأني عزيز بابن ماساي مكثر ... وإن هان أنصار وبان خليل
فأعانني الوزير مسعود عليه، حتى أذن لي في الانطلاق على شريطة العدول عن تلمسان، في أي مذهب أردت، فاخترت الأندلس، وصرفت ولدي وأمهم إلى أخوالهم، أولاد القائد محمد بن الحكيم بقسنطينة، فاتح أربع وستين. وجعلت أنا طريقي على الأندلس، وكان سلطانها أبو عبد الله المخلوع، حين وفد على السلطان أبي سالم بفاس، وأقام عنده، حصلت لي معه سابقة وصلة ووسيلة خدمة، من جهة وزيره أبي عبد الله بن الخطيب، وما كان بيني وبينه من الصحابة، فكنت أقوم بخدمته، وأعتمل في قضاء حاجاته في الدولة. ولما أجاز، باستدعاء الطاغية لاسترجاع ملكه، حين فسد ما بين الطاغية وبين الرئيس المتوثب عليه بالأندلس من قرابته، خلفته فيمن ترك من عياله وولده بفاس، خير خلف، في قضاء حاجاتهم، وإدرار أرزاقهم، من المتولين لها، والاستخدام لهم. ثم فسد ما بين الطاغية وبينه، قبل ظفره بملكه، برجوعه عما اشترطه له، من التجافي عن
حصون المسلمين التي تملكها بأجلابه، ففارقه إلى بلد المسلمين، ونزل بأسجة. وكتب إلى عمر بن عبد الله يطلب مصراً ينزله، من أمصار الأندلس الغربية، التي كانت ركاباً لملوك