رحله ابن خلدون (صفحة 258)

إلى جزيرة فيها، ومَرِض هُنالك ومات، ورجع جنكيزخان إلى زندَرَان، من أمصار طَبرستان فنزلها، وأقَام بها، وبعث عساكره من المغل حتى استولوا على جميع ما كان للغُزّ، وأنزل ابنَه طولى بكرسيّ خراسان، وابنَه دُوشيخان بصَرَاي وبلاد التّرك، وابنه جَقَطَاي بكرسيّ التُّرك فيما وراءَ النَّهر، وهي كاشْغَر وتُركِسْتَان، وأقام بما زَنْدَران إلى أن مات جنكيزخان ودفن بها، ومات ابنه طولي وله ولَدان، قُبْلاَي وهولاكُو، ثم هَلك قبْلاَيْ، واستقلَّ هولاكُو بملك خراسان، وحدث بينه وبين بَرَكة بن دُوشيخان فتنة بالمنازعة في القانية، تحاربوا فيها طويلاً، ثم أَقصرُوا، وصرف هولاكو وَجْهَهُ إلى بلاد أصبَهان، وفارس، ثم إلى الخُلفَاء المستبدِّين ببغداد، وعراق العرب، فاستولَى على تلك النَّواحي، واقتحم بَغْداد على الخليفة المستَعصم، آخر بني العباس وقتَلَه، وأعظَمَ فيها العيْث والفَسَاد، وهو يومئذ على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015