الأقصى مغذاً السير إلى فاس، وكان على مليانة يومئذ علي بن حسون بن أبي علي اليناطي من قواد السلطان وموالي بيته، فارتحلت معه إلى أحياء العطاف، ونزلنا على أولاد يعقوب بن موسى من أمرائهم، وبذرق لي بعضهم إلى حلة أولاد عريف: أمراء سويد، ثم لحق بنا بعد أيام، علي بن حسون في عساكره، وارتحلنا جميعاً إلى المغرب على طريق الصحراء، وكان أبو حمو قد رجع بعد مهلك السلطان من مكان انتباذه بالقفر في تيكورارين إلى تلمسان، فاستولى عليها وعلى سائر أعماله، فأوعز إلى بني يغمور من شيوخ عبيد الله من المعقل أن يعترضونا بحدود بلادهم من رأس العين مخرج وادي زا فاعترضونا هنالك، فنجا من نجا منا على خيولهم إلى جبل دبدو، وانتهبوا جميع ما كان معنا، وأرجلوا الكثير من الفرسان وكنت فيهم، وبقيت يومين في قفره، ضاحياً عارياً إلى أن خلصت إلى العمران، ولحقت