منزحل، وعن العاشر مرتحل،
وفي زلق السعود وحل، والبدر يطالع حجر المنجنيق، كيف يهوي إلى النيق، ومطلع الشمس يرقب، وجدار الأفق يكاد بالعيون عنها ينقب.
ولما فشا سر الصباح، واهتزت أعطاف الرايات بتحيات مبشرات الرياح، أطللنا عليها إطلال الأسود على الفرائس، والفحول على العرائس، فنظرنا منظرنا منظراً يروع بأساً ومنعة، ويروق وضعاً وصنعة، تلفعت معاقله الشم للسحاب ببرود، ووردت من غدر المزن في برود، وأشرعت لاقتطاف أزهار النجوم والذراع بين النطاق معاصم رود، وبلداً يعيي الماسح والذارع، وينتظم المحاني والأجارع، فقلنا: اللهم نفله أيدي عبادك، وأرنا فيه آية من آيات جهادك، ونزلنا بساحتها العريضة المتون، نزول الغيث الهتون، وتيمنا من فحصها بسورة التين والزيتون، متبرئة من من أمان الرحمان للبلد المفتون، وأعجلنا الناس بحمية نفوسهم النفيسة، وسجية شجاعتهم البئيسة، عن أن تبوأ للقتال