أوله يوم الأحد ثاني يو منزولنا بالاسكندرية.
فمن أول ما شاهدنا فيها يوم نزولنا أن طلع امناء إلى المركب من قبل السلطان بها لتقييد جميع ما جلب فيه.
فاستحضر جميع من كان فيه من المسلمين واحدا واحدا وكتبت اسماؤهم وصفاتهم وأسماء بلادهم وسئل كل واحد عما لديه من سلع أو ناض1 ليؤدى زكاة ذلك كله دون أن يبحث عما حال عليه الحول من ذلك أو ما لم يحل وكان أكثرهم متشخصين لاداء الفريضة لم يستصحبوا سوى زاد الطريقهم فلزموا أداء زكاة ذلك دون أن يسأل هل حال عليه حول أم لا. واستنزل أحمد بن حسان منا لسيأل عن أنباء المغرب وسلع المركب فطيف به مرقبا2 على السلطان أولا ثم على القاضي ثم على أهل الديوان ثم على جماعة من حاشية السلطان. وفي كل يستفهم ثم يقيد قوله. فخلى سبيله، وأمر المسلمون بتنزيل أسباب هم وما فضل من ازودتهم وعلى ساحل البحر أعوان يتوكلون بهم وبحمل جميع ما أنزلوه إلى الديوان فاستدعوا واحدا واحد واحضر ما لكل واحد من الأسباب والديوان قد غص بالزحام. فوقع التفتيش لجميع الأسباب ما دق منها وما جل واختلط بعضها ببعض وأدخلت الايدي إلى اوساطهم بحثا عما عسى أن يكون فيها ثم استلحفوا بعد ذلك هل عندهم غير ما وجدوا لهم أم لا.
وفي أثناء ذلك ذهب كثير من أسباب الناس لاختلاط الأيدي وتكاثر الزحام ثم اطلقوا بعد موقف من الذل والخزي عظيم نسأل الله أن يعظم الاجر بذلك. وهذه لا محالة من الأمور الملبس3 فيها على السلطان الكبير