التي في وسلطها كأنها كرة مجوفة داخلة وسط كرة أخرى أعظم منها؛ صعدنا إليه في جملة من الأصحاب المغاربة ضحوة يوم الإثنين الثامن عشر لجمادي الأولى المذكورة من مرقي في الجانب الغربي من بلاط الصحن كان صومعة فيا لقديم وتمشينا على سطح الجامع المكرم وكله ألواح رصاص منتظمة كما قد نقدم الذكر لذلك وطول كل لوح أربعة أشبار وعرضه ثلاثة أشبار وربما اعترض في الألواح نقص أو زيادة حتى نتهينا إلى القبة المذكورة فصعدنا إليها على سلم منصوب وريح الميد1 تكاد تطير بنا فحبونا في المشي المطيف بها وهو من رصاص وسعته ستة أشبار فلم نستطع القيام عليه لهول الموقف فيه، فأسرعنا الولوج في جوف القبة على أحد شراجيبها2 المتفحة في الرصاص فأبصرنا مرأى تحار فيه العقول وتقف دون إدراك هيبة وصفه الأفهام وجلنا في فرش من الخشب العظام حول القبة الصغيرة الداخلة في جوف الرصاصية على الصفة التي ذكرناها ولها طيقان يبصر منها الجامع ومن فيه فكنا نبصر الرجال فيه كأنهم الصبيان في المحاضر.

وهذه القبة مستديرة كالكرة وظاهرها من خشب قد شد بأضلاع من الخشب الضخام موثقة بنطق من الحديد ينعطف كل ضلع عليها كالدائرة وتجتمع الأضلاع كلها في مركز دائرة من الخشب أعلاها وداخل هذه القبة وهو ما يلي الجامع المكرم خواتيم من الخشب منتظم بعضها ببعض قد اتصل اتصالا عجيبا وهي كلها مذهبة بأبدع صنعة من التذهيب مزخرفة التلوين بديعة القرنصة3 يرتمى الأبصار شعاع ذهبها وتتحير الألباب في كيفية عقدها ووضعها لإفراط سموها؛ أبصرنا من تلك الخواتيم الخشبية خاتما مطروحا جوف القبة لم يكن طوله أقل من ستة أشبار في عرض أربعة وهي تلوح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015