يعرف بالقارورة وهي مصانع1 مملوءة بماء المطر وهذا الموضع هو وسط أرض نجد وما أرى أن في المعمورة ارضا افسح بسيطا ولا أوسع أنفا ولا أطيب نسيما ولا أصح هواء ولا أمد استواء ولا أصفى جوا ولا أنقى تربة ولا أنعش للنفوس والأبدان ولا أحسن اعتدالا في كل الازمان من أرض نجد ووصف محاسنها يطلو والقول فيها يتسع.
وفي يوم الخميس المذكور مع ضحوة النهار نزلنا بالحاجر والماء فيه في مصانع وربما حفروا عليه حفرا قريبة العمق يسمونها أحفارا وأحدها حفر وكنا نتخوف في هذا الطريق قلة الماء لا سيما مع عظم هذا الجمع الأنامى والأنعامي الذين لو وردوا البحر لأنزفوه واستقوه فأنزل الله من سحب رحمته ما أعاد الغيطان عذرانا وأجرى المسول2 سيولا وصير الوهاد مملوءة عهادا3 فكنا نبصر مذانب4 الماء سائحة على وجه الأرض فضلا من الله ونعمة ولطفا من الله بعباده ورحمة والحمد لله على ذلك. وفي اليوم المذكور أجزنا بالحاجز واديين سيالين وأما البرك والقرارات فلا تحصى.
وفي يوم الجمعة بعده نزلنا ضحوة النهار سميرة وهي موضع معمور وفي بسيطها شبه حصن يطيف به حلق كبير مسكون ولماء فيه في آبار كثيرة إلا أنها زعاق ومستنفعات وبرك وتبايع العرب فيها مع الحاج فيما أخرجوه من لحم وسمن ولبن ووقع الناس على قرم وعيمة5 فبادروا الابتياع لذلك بشقق الخام التي يستصحبونها لمشاراة الأعراب ل، نهم لا يبايعونهم إلا بها.
وفي ضحوة يوم السبت بعده نزلنا بالجبل الخروق وهو جبل في بيداء