هو القبر المذكور. وقراءة السبع لا تتعدى ذلك الموضع متصلا مع جدار القبلة الى الجدار الشرقي، والله عز وجل لا يضيع اجر المحسنين. وبقيت هذه الرسوم الشريفة مخلدة مع الأيام، نفع الله بهار اسميها. وناميك فيها من بلاد يهدى فيها لهذه الصنائع المزلفة لرضوان الله، عز وجل، وللفقراء الملتزمين الجلوس في الجانب الشرقي من الجامع المكرم، الذين ليس لهم مأوى يأوون اليه، وقف وضعه بعض المتأجرين الموفقين برسمهم، الى ما يطول ذكره من المآثر الاخراوية الصدقية التي كفل الله بها غرباء هذه الجهات.
ومن عادة اهل دمشق وسائر تلك البلاد المستحسنة، المرجو لهم فيها من الله، عز وجل، قبول، انهم في كل سنة يتوخون الوقوف يوم عرفة بجوامعهم اثر صلاة العصر، يقف بهم ائمتهم كاشفي رؤوسهم داعين الى ربهم التماسا لبركة الساعة التي يقف فيها وفد الله عز وجل وحجيج بيته الحرام بعرفات، فلا يزالون واقفين داعين متضرعين الى الله عز وجل، وبحجاج بيته الحرام متوسلين، الى ان يسقط قرص الشمس ويقدروا نفر الحاج فينفصلوا باكين على ما حرموه من ذلك الموقف العظيم بعرفات وداعين الى الله عز وجل في ان يوصلهم اليها ولا يخليهم من بركة القبول في فعلهم ذلك.
ومن أعظم ما شاهدناه من مناظر الدنيا الغريبة الشأن، وهياكلها الهائلة البنيان، المعجزة الصنعة والاتقان، المعترف لوصفها بالتقصير لسان كل بيان:
الصعود الى أعلى قبة الرصاص المذكورة في هذا التقييد، القائمة وسط الجامع المكرم، والدخول في جوفها، واحالة لحظ الاعتبار في بديع وضعها، مع القبة التي في وسطها كأنها كرة مجوفة داخلة وسط كرة أخرى أعظم منها؛ صعدنا اليه في جملة من الأصحاب المغاربة ضحوة يوم الاثنين الثامن عشر لجمادى الاولى