لأارض.

والطريق من حمص الى دمشق قليل العمارة الا في ثلاثة مواضع أو أربعة، منها هذه الخانات المذكورة، فأقمنا بها يوم الأربعاء الثالث والعشرين لربيع المذكور بالخان المذكور مريحين ومستدركين للنوم الى أول الظهر، ثم رحلنا وجزنا بثنية العقاب ومنها يشرف على بسيط دمشق وغوطتها، وعند هذه الثنية مفرق طريقين: احداهما التي جئنا منها، والثانية آخذة شرقا في البرية على السماوة الى العراق، وهي طريق قصد لكنها لا تدخل الا في الشتاء. فانحدرنا منها بين جبال في بطن واد الى البسيط ونزلنا منه بموضع يعرف بالقصير، فيه خان كبير والنهر جار أمامه، ثم رحلنا منه مع الصبح وسرنا في بساتين متصلة لا يوصف حسنها، ووصلنا دمشق في الضحى الأعلى من يوم الخميس الرابع والعشرين لربيع الأول والخامس ليوليه، والحمد لله رب العالمين.

شهر ربيع الآخر

استهل هلاله يوم الأربعاء بموافقة الحادي عشر ليوليه، ونحن بدمشق نازلين فيها بدار الحديث غربي جامعها المكرم.

مدنية دمشق

جنة المشرق، ومطلع حسنه المؤنق المشرق وهي خاتمة بلاد الاسلام التي استقريناها، وعروس المدن التي اجتليناها، قد تحلت بأزاهير الرياحين، وتجلت في حلل سندسية من البساتين، وحلت من موضوع الحسن بالمكان المكين، وتزينت في منصتها أجمل تزيين، وتشرفت بأن آوى الله تعالى المسيح وأمه، صلى الله عليهما، منها الى ربوة ذات قرار ومعين، ظل ظليل، وماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015