حجيرات وذهب أعطيناها الدليل. والعادة أن يقيم الزوار بمغارة الخضر ثلاثة أيام يأتون فيها إلى القدم غدوةً وعشياً وكذلك فعلنا.
ولما تمت الأيام الثلاثة، عدنا على طريق ماما. فنزلنا بمغارة شيم وهو شيث بن آدم عليهما السلام، ثم إلى خور السمك، ثم إلى قرية كُرْمُله "بضم الكاف وسكون الراء وضم الميم" ثم إلى قرية جَبَرْكَاوان "بفتح الجيم والباء الموحدة وسكون الراء وفتح الكاف والواو وآخره نون" ثم إلى قرية دل دينوة "بدالين مهملين مكسورين بينهما لام مسكن وياء مد ونون مفتوح وواو مفتوح وتاء تأنيث"، ثم إلى قرية آت قلنجة "بهمزة مفتوحة وتاء مثناة مسكنة وقاف ولام مفتوحين ونون مسكن وجيم مفتوح"، وهنالك "كان" يشتو الشيخ أبو عبد الله بن خفيف. وكل هذه القرى والمنازل هي بالجبل. وعند أصل الجبل في هذا الطريق دَرَخْت رَوان وروان "بفتح الراء والواو وألف نون"، وهي شجرة عادية لايسقط لها ورق. ولم أر من رأى ورقها1 ويعرفونها أيضاً بالماشية لأن الناظر إليها من أعلى الجبل يراها بعيدة منه قريبة من أسفل الجبل والناظر إليها من أسفل الجبل يراها بعكس ذلك. ورأيت هنالك جملة من الجوكيين ملازمين أسفل الجبل ينتظرون سقوط ورقها وهي بحيث لا يمكن التوصل إليها البتة. ولهم أكاذيب في شأنها من جملتها أنّ من أكل من أوراقها عاد له الشباب إن كان شيخاً. وذلك باطل. وتحت هذا الجبل الخور العظيم الذي يخرج منه الياقوت، وماؤه يظهر في رأي العين شديد الزرقة.
ورحلنا من هنالك يومين إلى مدينة دِينَوَر "وضبط اسمها بدال مهمل مكسور وياء مد ونون وواو مفتوحين وراء"، مدينة عظيمة على البحر، يسكنها التجار. وبها الصنم المعروف بدينور، في كنيسة عظيمة فيها نحو الألف من البراهمة والجوكية ونحو خمسمائة من النساء بنات الهنود ويغنين كل ليلة عند الصنم ويرقصن. والمدينة ومجابيها وقف على الصنم. وكل من بالكنيسة ومن يرد عليها يأكلون من ذلك. والصنم من ذهب على قدر الآدمي وفي موضع العينين منه ياقوتتان عظيمتان أخبرت أنهما تضيئان بالليل كالقنديل. ثم رحلنا إلى مدينة