وهو شديد الحلاوة، والجُوز "بضم الجيم المعقودة" وأشجار عادية ويشبه ثمره الزيتون وهو أسود اللون ونواه واحدة كالزيتون. والنارنج الحلو، وهو عندهم كثير. وأما النارنج الحامض فعزيز الوجود ومنه صنف ثالث يكون بين الحلو والحامض وثمره على قدر الليم وهو طيب جدّاً وكنت يعجبني أكله. ومنها المَهْوا "بفتح الميم والواو" وأشجاره عادية وأوراقه كأوراق الجوز إلا أن فيها حمرة وصفرة وثمره مثل الإجاص الصغير شديد الحلاوة وفي أعلى كل حبة منه حبة صغيرة بمقدار حبة العنب مجوفة وطعمها كالعنب.
إلا أن الإكثار من أكلها يحدث في الرأس صداعاً، ومن العجب أن هذه الحبوب إذا يبست في الشمس كان طعمها كطعم التين وكنت آكلها عوضاً عن التين إذ لا يوجد ببلاد لهند وهم يسمون هذه الحبة الأنكور "بفتح الهمزة وسكون النون وضم الكاف المعقودة والواو والراء"، وتفسيره بلسانهم العنب. والعنب بأرض الهند عزيز جدّاً، ولا يكون بها إلا في مواضع بحضرة دهلي وببلاد أخرى ويثمر مرتين في السنة ونوى هذا الثمر يصنعون منه الزيت ويستصبحون1 به. ومن فواكههم فاكهة يسمونها كَسِيرا "بفتح الكاف وكسر السين وياء مد وراء" يحفرون عليها الأرض وهي شديدة الحلاوة يشبه القسطل. وببلاد الهند من فواكه بلادنا الرمان ويثمر مرتين في السنة ورأيته ببلاد جزائر ذيبة المهل لا ينقطع له ثمر، وهم يسمونه أنَار "بفتح الهمزة والنون" وأظن ذلك هو الأصل في تسمية الجلنار، فإن جُل بالفارسية الزهر ونار الرمان.
أما عن الحبوب التي يزرعها أهل الهند ويقتاتون بها. فأهل الهند يزرعون مرتين في السنة فإذا نزل المطر عندهم في أوان القيظ زرعوا الزرع الخريفي وحصدوه بعد ستين يوماً من زراعته ومن هذه الحبوب الخريفية عندهم الكُذُرو "بضم الكاف وسكون الذال المعجم وضم الراء وبعدها واو" وهو نوع من الدخن وهذا الكذرو هو أكثر الحبوب عندهم. ومنها القال "بالقاف" وهو شبه أنلى. ومنها الشّاماخ "بالشين والخاء المعجمتين"، وهو أصغر حبا من القال. وربما نبت هذا الشاماخ من غير زراعة وهو طعام الصالحين وأهل الورع والفقراء