المدرس تاج الدين السلطانيوكي من كبار العلماء قرأ بالعراقين وتبريز واستوطنها مدة وقرأ بدمشق وجاور بالحرمين قديماً. ولقيت بها العالم المدرس صدر الدين سليمان الفنيكي من أهل فنيكة من بلاد الروم وأضافني بمدرسته التي بسوق الخيل. ولقيت بها الشيخ المعمر الصالح دادا أمير علي فدخلت عليه بزاويته بمقربة من سوق الخيل فوجدته ملقى على ظهره فأجلسه بعض خدامه ورفع بعضهم حاجبيه عن عينيه ففتحهما وكلمني بالعربي الفصيح وقال قدمت خير مقدم، وسألته عن عمره، فقال: كنت من أصحاب الخليفة المستنصر بالله1 وتوفي وأنا ابن ثلاثين سنة وعمره الآن مائة وثلاث وستون سنة فطلبت منه الدعاء فدعا لي وانصرفت.