شهدت مرة بهذا المسجد صلاة الجمعة فلما قام الخطيب إلى الخطبة وسردها لحن فيها لحناً كثيراً جلياً فعجبت من أمره وذكرت ذلك للقاضي حجة الدين فقال لي أن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئاً من علم النحو وهذه عبرة لمن تفكر فيها. سبحان مغير الأشياء ومقلب الأمور وهذه البصرة التي إلى أهلها انتهت رياسة النحو وفيها أصله وفرعه ومن أهلها إمامه1 الذي لا يُنكر سبقه لا يقيم خطيبها خطبة الجمعة على دؤوبه عليها ولهذا الجامع سبع صوامع، إحداهما الصومعة التي تتحرك بزعمهم عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه صعدت عليها من أعلى سطح الجامع، ومعي بعض أهل البصرة،