وأطيبوا الكلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.
135- كان جذيمة الوضاح «1» لا ينادم أحدا ذهابا بنفسه، كان يقول:
أنا أعظم من أن أنادم إلا الفرقدين «2» ، فكان يشرب كأسا ويصب لهما كأسين، فلما أتاه مالك وعقيل «3» بابن أخته عمرو صاحب الطوق «4» بعد ما استهوى، قال لهما: حاجتكما؟ قالا: منادمتك. فنادماه أربعين سنة وما أعادا عليه حديثا قط. فضرب بندماني جذيمة المثل. قال الشاعر «5» :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن نتصدّعا «6»
136- كان أبو الهذيل «7» على مائدة المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله لا يستحي من الحق غلامي وحماري بالباب، فقال المأمون: صدقت يا أبا الهذيل، وقال للحاجب: أخرج إلى غلام أبي الهذيل وحماره ما يصلحهما. فكان محمد بن الجهم «8» إذا تعذر عليه أمر