وأهداها إلى هشام، وحظيت عنده، فلم يلبث هشام حتى أتته الأموال من ضياعه، وذلك قبل الخلافة، ففرقها في أهله وفي حشمه، وبقيت عنده مائة وعشرون ألفا، فدعا بامرأته أم حكيم وعبدة، فاستشارهما فيم يصرّفها، فقالت أم حكيم: إن أحق الناس بها أم ولدك، تعني نفسها، وولدك، قال: قد أخذتما حقكما، وقالت عبدة، وكانت من آل أبي سفيان، أحق الناس به من جاد عليك بما بخلت به على نفسك، فقال هشام: أشهد أنك ممن أنت منه، فلما استقل «1» المال على الحمالين قال: هذا الآن أجمل، إنه في صلة الأخ ومكافأته أحسن منه في ثمن جارية.
39- أمر الحسن بن علي لرجل من جيرانه بألفي درهم، فقال:
جزاك الله خيرا يا ابن رسول الله، فقال: ما أراك أبقيت لنا من المكافأة شيئا.