للسهام، أخطأ رام وأصاب رام. من الصم من يسمع السرار، وإذا رفعت له الصوت لم يسمع. ورأينا من العمش من لا يثبت صورة الإنسان من قرب ويقرأ الخط الدقيق في حواشي الكتب.
131- مدح طريف بن سوادة عمرو بن هداب، وكان أبرص، فلما انتهى إلى قوله:
أبرص فياض اليدين أكلف ... والبرص أغدى باللهى وأعرف «1»
صاح به الناس وقالوا: قطع الله لسانك. فقال عمرو: مه «2» ، البرص من مفاخر العرب، أما سمعتم قول ابن حبناء:
إني امرؤ حنظلي حين تنسبني ... لا من عتيك ولا أخوالي العوق
لا تحسبن بياضا في منقصة ... إن المهاميم في أقرانها بلق «3»
أو ما سمعتم قول ابن مسهر:
أيشتمني زيد بأن كنت أبرصا ... وكل كريم لا أبالك أبرص
أو ما سمعتم قول الآخر:
يا كأس لا تستنكري نحولي ... ووضحا أوفى على خصيلي
فإن نعت الفرس الرحيل ... يكمل بالغرة والتحجيل «4»
ثم قال لطريف: أما تحفظ فيه شيا؟ فأنشد:
ليس يضر الطرف توليع البهق ... إذا جرى في حلبة الخيل سبق
132- الجاحظ أنشدني أبو نواس لبعض بني نهشل: