والماشية، وهاجت الآبية والعاشية «1» ، وارتجعت رذايا «2» المطايا، ما أخذت منها المخارم والثنايا، وأنشأت تسترد بمشافرها، ما سلبها جذاب البرى «3» بمناخرها. سائمة في العميم الكث، من الطبّاق والشث «4» ، وسارحة في المراح الفسيح، من القيصوم والشيح «5» ، فنحن في سوابغ من النعم، نرتع فيها رتعة النعم. قد عز عندنا أن يستضيف ضيفا كريم، واستغنى أن يسترضع لئيم. وأترعت الجفان «6» رذما، واستحال القرم «7» بشما «8» ، وحالت البطنة دون الفطنة. ومنع الطعام عن تراجع الكلام.

فلو أن قسا «9» بيننا لخرس، أو دغفلا «10» لأبلس «11» . وكأن الشاعر أرادنا بقوله:

أتانا وما داناه سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل «12»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015