راس الحسين (صفحة 35)

في شئ من هذا البقاع غير المدينة.

* فعلم أن ذلك لو كان حقا لكان المتقدمون به أعلم.

ولو اعتقدوا ذلك لعلموا ما جرت عادتهم بعلمه، ولأظهروا ذلك وتكلموا به، كما تكلموا في

نظائره.

* فلما لم يظهر عن المتقدمين - بقول ولا فعل - ما يدل على أن الرأس في هذه البقاع: علم أن ذلك الباطل.

والله أعلم.

الوجه الثامن أن يقال: ما زال أهل العلم في كل وقت وزمان يذكرون في هذا المشهد القاهري المنسوب إلى الحسين: أنه كذب ومين (?) ، كما يذكرون ذلك في أمثاله من المشاهد المكذوبة، مثل المشاهد المنسوبة بدمشق إلى أبي بن كعب وأويس القرني، أو هود أو نوح أو غير هما: والمشهد المنسوب بحران إلى جابر بن عبد الله (?) ، وبالجزيرة إلى عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر ونحوهما.

وبالعراق إلى علي رضي الله عنه ونحوه، وكذلك ما يضاف إلى الأنبياء غير قبر نبينا محمد (ص) ، وإبراهيم الخليل عليه السلام.

* فإنه لما كان كثير من المشاهد مكذوبا مختلقا، كان أهل العلم في كل وقت يعلمون أن ذلك كذب مختلق، والكتب والمنصفات المعروفة عن أهل العلم بذلك مملوءة من ثمل هذا.

يعرف ذلك من تتبعه وطلبه.

* وما زال الناس في مصنفاتهم ومخاطباتهم يعلمون أن هذا المشهد القاهري من المكذوبات المختلقات، ويذكرون ذلك في المنصفات، حتى من سكن هذا البلد من العلماء بذلك.

فقد ذكر أبو الخطاب بن دحية في كتابه (العلم المشهور) في هذا المشهد فصلا مع ما ذكره في مقتل الحسين من أخبار ثابتة وغير ثابتة، ومع هذا فقد ذكر أن المشهد كذب بالإجماع، وبين أنه نقل من عسقلان في آخر الدولة العبيدية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015