أن نعد (بلوغ المقصود) من تأليفه أيضا لأنه اختصار لما أطال فيه في كتابه (السعي المحمود). ومن المحتمل أن يكون لابن العنابي ديوان شعر على ما هي عليه عادة علماء وقته، وبعض الأراجيز. وقد وجدنا له أجوبة على مسائل متعددة تسمى (الفتح القيومي بجواب أسئلة الرومي) (?).

ولكن الظاهرة العامة في تآليف ابن العنابي هي أنها تآليف صغيرة الحجم، وأنها تتناول مسائل دينية شائكة في شكل رأي معلل ومدعم بالشواهد والأمثال أو في شكل شرح لكتاب قائم من قبل. ويدخل في الصنف الأول كتابه (السعي المحمود) وكتابه في (علم التجويد) وفتاويه وأجوبته الفقهية ويدخل في الصنف الثاني كتابه (شرح الدر المختار).

ولعل عالما في منزلة ابن العنابي عاش زمنا طويلا وصعبا لا يمكن أن ينتج سوى ما ذكرنا. فمن المحتمل أن تكون له تآليف أخرى لم نطلع عليها ولم نسمع بها بعد (*).

ولكن إذا كان التأليف قليلا عند ابن العنابي فإن تلاميذه كثيرون. وقد عرفنا منهم عددا من المصريين والتونسيين. وإذا كنا لا ندري أن ابن العنابي قد تصدر للتدريس في بلاده بالجامع الكبير أو الجامع الجديد، فإننا قد عرفنا أنه جلس للتدريس في الجامع الأزهر وكانت حلقة درسه موئل العلماء على اختلاف مستوياتهم. وجاء في رسالة الشيخ المهدي البوعبدلي (?) أن ابن العنابي قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015