ومن المؤكد أن إجازات ابن العنابي لم تقتصر على علماء مصر وتونس. فقد كان ذائع الصيت في وقته وكان مقصودا لأهل العلم في كل بلد يحل به. لذلك لا نشك في أنه قد منح إجازاته لعدد آخر من علماء الجزائر وغيرها من البلدان التي زارها، خصوصا وقد أوضح هو أنه كان يتساهل في ذلك اقتداء بشيخه علي بن عبد القادر بن الأمين (?).
لم يعرف عن ابن العنابي أنه كان من المؤلفين المكثرين. أغلب المصادر لا تذكر له سوى (السعي المحمود) و (ثبته) المذكور، أو إجازته لتلميذه إبراهيم السقا. وقد عرفا أن له إجازة أخرى مشابهة لتلميذه عبد القادر الرافعي. وعثرنا لع على رسالة في مسألة توحيد كنا قد أشرنا إليها أيضا. والظاهر أنه بقدر ما كان مقلا في التأليف كان مكثرا في الفتاوى. وقد اشتهر بذلك حتى أن بعض العلماء الجزائريين، كالمفتي حميدة العمالي، كان ينقل فتاويه بنصها في (كناشه) (?). وكان ابن العنابي يوقع فتاويه، وهو بالإسكندرية، هكذا (مفتي السادة الحنفية بثغر الإسكندرية). وقد عرفنا أن الدايات كانوا يستكتبونه في المسائل السياسية أيضا. ولا شك أن بعض رسائله في ذلك ما زالت مدفونة في دور الوثائق (الأرشيف).