له في الخارج مطلقًا بلا ريب، لم يبق إلا ما سموه مظاهر ومجالي، فيكون الخالق عين المخلوقات لا سواها، وهم معترفون بالحيرة والتناقض مع ما هم فيه من التعطيل والجحود1.

وفي هذا يقول ابن عربي:

فإن قلت بالتنزيه كنت مقيداً ... وإن قلت بالتشبيه كنت محدداً

وإن قلت بالأمرين كنت مسددًا ... وكنت إمامًا في المعارف سيدًا

فمن قال بالإشفاع كان مشركًا ... ومن قال بالإفراد كان موحدًا

فإياك والتشبيه إن كنت ثانيًا ... وإياك والتنزيه إن كنت مفردًا

فما أنت هو بل أنت هو وتراه ... في عين الأمور مسرحا ومقيدًا 2

وأما الفرق بين الاتحاد والحلول، فإن الاتحاد كاتحاد الماء باللبن3، وأما الحلول فكحلول الماء في الإناء4.

والقسمة بين الحلولية والاتحادية رباعية، فإن كل واحد من الحلول والاتحاد: إما معين في شخص، وإما مطلق5.

قال شيخ الإسلام: "وذلك أن القسمة رباعية؛ لأن من جعل الرب هو العبد حقيقة، فإما أن يقول بحلوله فيه، أو اتحاده به، وعلى التقدرين: فإما أن يجعل ذلك مختصا ببعض الخلق كالمسيح، أو يجعله عاما لجميع الخلق، فهذه أربعة أقسام:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015