إن يطرأ النقص الشنيع لفقده ... فإذا أبيد الدين صح تمامه

خلف رضي بالوقار مسربل ... وبروق مرأى فعله وكلامه

ورث الفضائل كابراً عن كابر ... دامت لنا في نعمة أيامه

محمد بن محمد بن الحسن أبو عبد الله نصير الدين الطوسي صاحب علوم الرياضة والرصد وغير ذلك من علوم الأوائل، كان إماماً منفرداً بذلك فاق أهل عصره، وانتهت إليه معرفة هذا الشأن، وتوفي بالجانب الغربي من بغداد في يوم الإثنين ثامن عشر ذي الحجة، ودفن في مقابر موسى بن جعفر رحمة الله عليهما وقد نيف على ثمانين سنة، وقيل كانت وفاته في صفر سنة أربع وسبعين والأول أظهر رحمه الله. قرأ العلم على المعين سالم بن بدران بن علي المعتزلي المتشيع المصري وغيره. وكانت له مصنفات كثيرة في أنواع من العلوم العقلية وإليه المرجع فيها، وله أشعار كثيرة، فمن ذلك ما كتبه من شعره على مصنف في أصول الدين لكمال الدين الطوسي، سيّره إليه ليجيب عن مسائل فيه، سأله إياها فأجاب عنها أحسن جواب ومدحه بهذه الأبيات:

أيأتي كتاب في البلاغة منته ... إلى غاية ليست تقارب بالوصف

فمنظومه كالدر جاد نظامه ... ومنثوره مثل الدراري في اللطف

دقيق المعاني في جزالة لطفة ... يخبّر في ضم الغموض إلى الكشف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015