لم أقرأ سطراً من بلاغتها ... إلا رأيت الآية الكبرى
فأعجب لنجم في فضائله ... أنسى الأنام الشمس والبدرا
وكان نجم الدين لحدة مزاجه قليل الاحتمال والمداراة وكان جماعة يحسدونه لفضله ويقصدونه بالأذية وأنشدني يوماً متمثلاً
وكنت سمعت أن الجن عند اس ... تراق السمع ترجم بالنجوم
فلما أن علوت وصرت نجما ... رميت بكل شيطان رجيم
وفي آخر عمره خدم الملك الأشرف ابن الملك المنصور صاحب حمص بتل باشر وأقام عنده مديدة يسيرة وتوفي رحمه الله تعالى في ثالث عشر القعدة سنة اثنين وخمسين وستمائة، أنشدني عز الدين أبو بكر المقدمي له يمدح الملك الأشرف وأظنه ابن صاحب حمص.
يا ريم حتى كم اكتم دائي ... أنت الحبيب وفي يديك دوائي
هذاهواك أذاب جسمي كم لنا ... أخفيه حتى فت في أحشائي
قلبكم أكني عن هواك بغيره ... حتى لقد أغربت في السماء
طوراً بسعدي أو بعلوة تارة ... وبنعم والسر في عفراء
وكذا بنجد والعقيق وشعبه ... والمنحنى والقصر من تيماء
لا أستطيع وصاله في بعده ... والوصل غاية راحتي وشفائي
ومع الدنو أكون من إجلاله ... مخف هواه فهو دان نائي
متقسم بين الهوى ويد النوى ... قلبي فما يخلو من البرحاء
يا أيها المملك الذي إن قسته ... بالبحر فاق البحر بالإنداء
إني أعيذك أن تغير عادة ... عودتها بمقالة الأعداء