والحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي قرأ عليه الكثير، وأبا الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وزين الأمناء أبا المكرمات الحسن بن محمد بن الحسن بن عساكر، وآخرين يطول ذكرهم: وببغداد أبا محمد عبد السلام بن بكران، وأبا حفص عمر بن كرم الدينوري، والحسن بن المبارك الزبيدي، والشيخ شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله الهروردي. وقرأ عليه كتاب المعارف، وكتب عنه بخطه ولبس منه خرقة التصوف، ولهذا المذكور نظم حسن فمنه:

رأى البرق نجدياً فحن بمن يهوى ... ولاحت له نار فحن إلى حزوى

وهبت له من جانب الغور نفخة ... أتته برياً ساكني السفح من رضوى

محب لهم مغري بهم كلف فنوى ... إلى اللوم فيهم ما أصاخ ولا ألوى

يناجي نسيم الصبح عند هبوبه ... وأخبار ذاك الحي باطنها نجوى

ويشكو إليهم ما يلاقي من النوى ... كذا كل صب يستريح إلى الشكوى

فيا راحة الروح التي شغفت بكم ... ويا منتهى المأمول والغاية القصوى

رويتم حديث الصد عال مسلسلاً ... فلم لا أحاديث التواصل لا تروى

أرى كل خلق يدعيكم وينتمي ... إليكم ولكن من تصح له الدعوى

مراتع ذكراكم بقلبي أواهل ... ومغنى التسلي عن محبتكم أقوى

عذاب الهوى مستعذب عند أهله ... وغلته فيهم مدى الدهر لا تروى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015