الغلمان فمات بعد قرب كمداً وندم حيث لا ينفعه الندم ولقاه الله فعله ورحل التترعن بغداد إلى بلاد اذربيجان ثم رحل إليهم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل والشريف تاج الدين بن صلايا صاحب أربل فأكرم بدر الدين ورده إلى بلاده وأما ابن صلايا فقتل وقد ذكر والله اعلم أن بدر الدين لؤلؤ قال لهولاكو هذا شريف علوي وربما نطاول أن يكون خليفة ويبايعه على ذلك خلق عظيم فتقدم هولاكو لقتله ولما رجع بدر الدين إلى الموصل لم يطل مقامه - 43ب - وبها توفي.
وفيها قصد التتر ميافارقين فنازلوها وحصروها وكان المتولي لحصرها اشموط بن هولاكو وكان صاحبها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي بن العادل قد قصد الملك الناصر صلاح الدين يوسف مستنجداً به على التتر فوعده بذلك ولم يتمكن من إنجاده وفيها وردت رسل التتر إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف فوصلهم منه جملة كثيرة من المال.
وفيها اشتد الوباء بالشام وفني من أهل دمشق خلق لا يحصى وعزت الفراريج وغيرها مما يستعمل المرضى وبيع الرطل الدمشقي من التمر الهندي بستين درهما والحزة من البطيخ الأخضر بدرهم.
لما رجعوا مع الملك المغيث مفلولين سير إليهم الملك الناصر جيشاً مقدمه الأمير محي الدين إبراهيم - بن أبي بكر - زكرى والأمير