حملتك أمواج الفرات، ومن رأى ... بحراً سواك تقله الأنهار؟
وتقطعت فرقاً ولم يك طودها ... إذ ذاك إلا جيشك الجرار
منها:
رشت دماؤهم الصعيد فلم يطر ... منهم على الجيش السعيد غبار
شكرت مساعيك المعاقل والورى ... والترب والآساد والأطيار
هذي منعت وهؤلاء حميتهم ... وسقيت تلك وعمّ ذا الإيثار
فلأملأن الدهر فيك مدائحا ... تبقى بقيت وتذهب الأعصار
وقال ناصر الدين حسن بن النقيب الكناني رحمه الله في واقعة الفرات - وأظنه حضرها -:
ولما ترامينا الفرات بخيلنا ... سكرناه منا بالقوى والقوادم
فأوقفت التيار عن جريانه ... إلى حيث عدنا بالغنى والغنائم
وعمل صاحبنا موفق الدين عبد الله بن عمر رحمه الله ذكره إن شاء الله تعالى في ذلك:
الملك الظاهر سلطاننا ... نفديه بالأموال والأهل
اقتحم الماء ليطفي به ... حرارة القلب من المغل
وعند اجتياز السلطان بحمص تقدم بعمارة الدور التي بالقلعة فعمرت وجدد له طارمة وسماط وتوجه إلى مصر، وخرج ولده الملك السعيد من قلعة الجبل لتلقيه يوم الثلاثاء تاسع عشر جمادى الآخرة، فاجتمع به