وراحت الأرض بحراً فالوهاد إذا ... تعلو الهضاب بمد دائم المدد

وأقبل السيل بالأمواج مرتمياً ... مثل القروم إذا تهتاج بالزبد

فاعجب له من سحاب جاء يسحب من ... أذياله فوق نار الصحصح الجرد

يمده كل واد مزبد لجب ... فيه حطام من الينبوت والحضد

أرخى عزاليه ملأن محتفلاً ... فطال شم الربى في أقصر المدد

وحين أهدي إلينا الصخر يقذفها ... من السناخيب هدى الضر للبلد

فيا لها قدرة من قادر عجزت ... فيها البرية عن حصر وعن عدد

وفي يوم السبت حادي عشر شوال رحل الملك الظهر عن مرج صافيثا وأذن لصاحب حماة ولصاحب صهيون ولرسل أولاد الصارم مبارك في العود إلى أماكنهم ودخل دمشق يوم الأربعاء خامس عشر شوال وعزل قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان عن قضاء دمشق وكان قد وليها عشر سنين محررة وولي القاضي عز الدين محمد ابن عبد القادر بن عبد الخالق المعروف بابن الصائغ وخلع عليه وكان تقليده قد كتب ظاهر طرابلس.

وفي يوم الجمعة خامس عشري شوال خرج الملك الظاهر من دمشق قاصداً القرين فنزل عليه يوم الاثنين ثامن عشري الشهر ونصب عليه المجانيق ولم يكن به نساء ولا أطفال بل مقاتلة من اللمان فقاتلوا قتالاً شديداً وأخذت النقوب الحصن من كل جانب فطلب من فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015