كثيرة البر والمعروف مفرطة في السمن وبهاء الدين الفائزي اجتمعت به بمكة شرفها الله تعالى في آخر سنة ثلاث وسبعين وستمائة ورافقني إلى المدينة صلوات الله على ساكنها وسلامه في سنة خمس وسبعين - وسنة ست وسبعين - وهو معرض عن الخدم يظهر التزهد وينفق من بقايا بقيت.
له ثم رأيته بالقاهرة في سنة تسع وثمانين وقد ظهر عليه الفقر والاحتياح بحيث رغب أن يخدم في بعض الفروع بالإسكندرية فلمته على ذلك فذكر أن عنده عائلة كثيرة وليس له ما يقوم ببلغتهم فعذرته والله يلطف به وبنا.
وفي شرف الدين الفائزي يقول الشاعر.
خلف الأسعد ما خان وقد ... شهدت أفعاله المشتبهه
نقده ستون نقدا عدداً ... عن سسات الرشى منزهه
فالبغال الشهب من أين له ... والجوار الترك من أي جهة
وكانت وفاته في ربيع الآخر أو جمادى الآخرة رحمه الله تعالى كتب إليه ناصر الدين بن المنير قاضي الإسكندرية أبياتاً مدحه بها منها
ألا أيها البدر المنير وأنني ... لأخجل إن شبهت وجهك بالبدر
لأن غبت عن عيني وشطت بك النوى ... فما زلت أستجليك بالوهم في فكري
وحق زمان المذكور لي بطويلع ... وأنت معي ما سر من بعدكم سرى