صحة ذلك ووصل إلى قلعة الجبل ليلة الخميس حادي عشري شعبان وأقام بها أربعة أيام ثم توجه ليلة الاثنين خامس عشري الشهر على البريد فوصل إلى العسكر تاسع عشرينه وكان غرضه كشف حال ولده وغيره.
وفي يوم الأحد سادس عشر شهر رمضان تسلم نواب الملك الظاهر قلعة بلا طنس وقلعة بكسراييل بن عز الدين أحمد بن مظفر الدين عثمان بن منكورس بن جيردكين صاحب صهيون وعوضه عنهما قرية تعرف بالحملة من أعمال شيزر كانت إقطاعاً لمظفر الدين في الدولة الناصرية وبعث إليهما نواباً وأموالاً وذخائر وسلاحاً.
وفي يوم الخميس العشرين من رمضان توجه الملك الظاهر إلى صفد فأقام بها يومين ثم شن الغارة على بلد صور وأخذ شيئاً كثيراً وسبب ذلك أنه لما كان نازلاً على خربة اللصوص رفعت إليه قصة من امرأة تذكر أن ولدها دخل صور فقبض عليه وقتل.
وفيها عيد الملك الظاهر عيد الفطر بالجابية وصلى به الشريف شمس الدين سنان بن عبد الوهاب الحسيني خطيب المدينة النبوية صلوات الله على ساكنها وسلامه وكان قد وصل رسولاً من جماز في السنة الخالية فحبسه الملك الظاهر بقلعة دمشق ثم أطلقه في شهر رمضان هذه السنة لرؤيا رآها وكتب له تواقيع بإجرائه على عادته في خطابته وقضائه وإدرار ما لمتولي المدينة بديار مصر والشام من الوقوف والرواتب