واذكر أياماً مضت ولياليا ... وأظهر فيها ما تجن الضمائر
غداة النقا بالباهلية آهل ... وحين الصفا بالعامرية عامر
وقفت أدير الطرف في عرصاتها ... وأطلالها دارت عليها الدوائر
ومن حب تلك الغانيات عواطلاً ... لقد سكنت فيها المها والجآذر
لنفرة أنس وانتفاء بمالكي ... تملك ربع الآنسات النوافر
فخالفني الآمال في سائر المنى ... ووافقني بيت من الشعر سائر
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
فقلت لصحبي قد ثنتني عزيمة ... أوائل حزن ما لهن أواخر
إلى أشرف الأملاك موسى الذي له ... إياد على وجه الزمان زواهر
ومن شعره:
قالوا الهلال وعندي في مجالستي ... بدر بوجه على شمس الضحى سادا
وفي فؤادي لهذا البدر منزلة ... ما نالها أحد قبلي ولا كادا
ليس الهلال بمحبوب لذي إرب ... وإن حببناه أحياناً وأعيادا
هذا يزيد حياتي في مجالستي ... وذاك ينقص عمري كلما زادا
محمد بن حامد بن كعب المنعوت بالقمر الشروي الأصل البعلبكي المولد والمنشأ والوفاة كان جسيماً وسيماً شجاعاً شديد القوى وهو مع ذلك رقيق الحاشية يذاكر بالأشعار والحكايات والنوادر وهو عنده مكارم أخلاق وفتوة ومروءة وعصبية وحسن عشرة ومعفرة بالأكابر والأعيان وكلمته مسموعة عندهم وحرمته وافرة ليدهم وكانت