وهل هي إلا ساعة ثم بعدها ... ستقرع ما عمرت من ندم سنا

ولله دمعي ما أقل استنانه ... إذا في دمي أمسي سنانك مستنا

ومالي في دهري حياة الذها ... فيعتدها نعمي علي ويمتنا

إذا قتلة أرضتك منا فهاتها ... حبيب إلينا ما رضيت به عنا

وهي طويلة صرف فيها القول ووقع عنه الرضا بوصولها، ومات بعد خروجي من الأندلس قريباً من سنة ستين وأربعمائة رحمه الله، وذكره قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله في وفيات الأعيان فقال الحافظ أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده المرسي كان إماماً في علم اللغة والعربية حافظاً لهما وقد جمع في ذلك جموعاً من ذلك كتاب المحكم في اللغة وهو كتاب كبير جامع مشتمل على أنواع اللغة، وله كتاب المخصص في اللغة وكتاب الأنيق في شرح الماسة في ست مجلدات وغير ذلك وكان ضريراً وأبوه ضرير، قال أبو عمر الطلمنكي دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعون علي غريب المصنف فقلت لهم انظروا من يقرأ لكم وأمسك أنا كتابي فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده فقرأه على من أوله إلى آخره فعجبت من حفظه، وكان له في الشعر حظ وتصرف وتوفي بحضرة دانية عشية يوم الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وعمره ستون سنة أو نحوها، قال قاضي القضاة رحمه الله ورأيت على ظهر مجلد من المحكم بخط بعض فضلاء الأندلس أن ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015