وحقك إن أدخلتني النار قلت لل ... ذين بها قد كنت ممن يحبه

وأفنيت عمري في علوم دقيقة ... وما بغيتي إلا رضاه وقربه

هبوني مسيئا أوقع الحلم جهله ... وأوبقه دون البرية ذنبه

أما يقتضي شرع التكرم عتقه ... أيحسن أن ينسى هواه وحبه

أما قلتم من كان فينا مجاهدا ... سيكرم مثواه ويعذب شربه

أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه ... وتمويهه إذ جل في الدين خطبه

أما كان ينوي الحق فيما يقوله ... ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه

فإن تصفحوا نغنم وإن تتجرموا ... فتعذيبكم حلو المذاق عذبه

وآية صدق الصب أن يعذب الأذى إذا كان من يهوى عليه يصبه

ولما صنف ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري ومولده بجزيرة ابن عمر ونشأ بها وانتقل إلى الموصل مع والده في رجب سنة تسع وسبعين وخمسمائة واشتغل بها وحصل العلوم وصنف التصانيف الدالة على غزارة علمه وفضله منها المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر جمع فيه فأوعب فلما فرغ من تأليفه كتبه الناس عنه فوصل إلى بغداد منه نسخة فانتدب له عز الدين عبد الحميد المذكور وتصدى لمؤاخذته والرد عليه وجمع هذه المؤاخذة في كتاب سماه الفلك الدائر على المثل السائر فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015