عصيت هوى نفسي صغير فعندما ... رمتني الليالي بالمشيب وبالكبر
اطلعت الهوى عكس القضية ليتني ... خلقت كبيراً وانتقلت إلى الصغر
وله:
إذا تحققتم ما عند صاحبكم ... من الغرام فذاك القدر يكفيه
أنتم سلبتم فؤادي وهو منزلكم ... وصاحب البيت أدري بالذي فيه
وقال في مملوك له توفي:
لا رغبة في الحياة من بعدك لي ... يا من ببعاده تداني أجلي
إن مت ولم أمت أسىً وأخجلي ... من عتبك لي في يوم عرض العمل
وكان قدم دمشق فنزل في دار أسامة وكان يعاني الشراب فدخل عليه الشيخ عماد الدين بن النحاس وكان يدل عليه وله عنده مكانة كبيرة وقال له يا فخر الدين إلى كم تشير إلى تناول الشراب فقال له يا عماد الدين والله لأسبقنك إلى الجنة إن شاء الله تعالى فكان والله أعلم كما قال استشهد فخر الدين في سنة سبع وأربعين وتوفي عماد الدين في سنة أربع وخمسين وقد ذكرناه هناك وكان للأمير فخر الدين يوم استشهد ست وستون سنة رحمه الله وكان قد رأى قبل مقتله بأيام والدته في المنام وهي تقول له قد أوحشتني وحملته على كتفها فاستشعر من ذلك فقتل ثم حمل من المعركة بقميص واحد وجعل في حراقة إلى القاهرة وحمل من المقياس إلى الشافعي رضي الله عنه فدفن عند والدته وبكى عليه الناس وكان يوماً مشهوداً وعمل له العزاء العظيم