وله:

يفيدك جفن بمائه شرق ... جار عليه البكاء والأرق

ومهجة لم تزل حشاشتها ... منك بنار الجفاء تحترق

يا رشأ أصبحت محاسنه ... تسلب ألبابنا وتسترق

تجمعت فيك للورى فتن ... على تلاف النفوس تتفق

طرف كحيل ووجنة كسيت ... حمرة دمعي ومبسم يقق

جالت علي عطفه ذوائبه ... كالغصن زانت فروعه الورق

حسن أسر الصديق لي حسداً ... على هواه وخان من أثق

رأوه لي جنة معجلة ... ما وجدوا مثلها ولا رزقوا

فأكثروا وافتروا كأنهم ... لغير قول المحال ما خلقوا

هم حسدوني عليه فاختلفوا ... بكل زور إليه واختلقوا

سعوا بتفريقنا فلا اجتمعوا ... على وصال يوماً ولا اتفقوا

بمن كسا وجنتيك من حلل ال ... حسن رياضاً نسيمها عبق

واطلع الصبح من جبينك محفوظاً بصدغ كأنه غسق

لا تثن عطفاً إلى الوشاة فما ... سلاك قلبي لكنهم عشقوا

أنت بحالي أدري وحالهم ... قد وضحت في حديثنا الطرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015