كما فعلت أبطال مصر وقيلها ... فيا طيب ما أبقى ويا حسن ما أبلى

غزوا في سبيل الله غزوة واحد ... فما قفلوا الأوقد دمروا الكلا

وجاؤا بهم قتلى وأسرى رؤوسهم ... على قصب المران تحسبها أثلا

وأول ما أرضي الإله ورسله ... وكان دليل النصر أن قتل الرسلا

فلو بادرت أقيالك الحرب مثلهم ... ظفرتم ولم يهتز عرش ولا ثلا

لحا الله قوماً أسلموك إلى العدى ... فما حفظوا عهداً ولا راقبوا إلا

جعلت إليهم أمر ملكك برهة ... فما أحسنوا قولاً ولا أحسنوا فعلا

وما عذر قوم خلفوك بقفرة ... ومروا كما نفرت عن محرم رجلا

وحاق بهم ما أضمروه وصادفوا ... على أثر ذاك النهب والسبي والقتلى

لقد أفسدوا آراءهم وحلومهم ... وأموالهم والأرض والحرث والنسلا

وما لعبيد فارقوك جهالة ... لقد واصلوا من بعدك الويل والخبلا

زوى ملك مصر عنهم وجه بره ... فخابوا ولا علا أصابوا ولا نهلا

وكم أهيف يبدي لنا الذل قده ... وقد كان قبل اليوم يبدي لنا الدلا

وكم وجنة صفراء بعد احمرارها ... وكم مقلة قرحاء عهدي بها كحلى

وكم راكب نعليه بعد مطهم ... من الجرد لا يرضى الهلال له نعلا

وعلمك بالستر العلائي أنها ... مروعة من يوم فارقتها ثكلى

تضم علاء الدين ضم غريبة ... زوى الدهر عنها الملك والآل والبعلا

فهل رقة أو رحمة لغريبة ... غدت بعد ملك الشام كافلة طفلا

فؤادي وطرفي منزلاك على النوى ... فغيرك لا يحلو لدي ولا يحلى

وها أنا قد أعرضت عن كل منعم ... فلا أحد أدعوه بعدك للجلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015