فيكما فأوسعا الحيلة في الإنفصال عنه والحذر منه فشكراه وقال عز الدين والله ما خرجت البلاد عن أيدينا إلا بتخاذل بعضنا عن بعض فلو كانت الكلمة مجتمعة لم يجر علينا ما جرى.
وفيها توفي محمد بن ملي بن محمد بن الحسن بن عبد الله أبو عبد الله بهاء الدين القرشي الدمشقي العدل المعروف بابن الدجاجية الصالحي مولده في ثاني شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وتوفي في ثاني المحرم وقيل في رابعه من هذه السنة بدمشق ودفن من الغد بمقابر الباب الصغير كان فاضلاً شاعراً حسناً مطبوع الشعر ووالده يلقب حفظ الدين كان فقيهاً شافعياً نظم المهذب قصيدة ودرس ببصرى ومولده ثامن المحرم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بدمشق ومات لها ليلة الخميس ثاني عشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين وستمائة رحمه الله وللبهاء المذكور يقول:
عن حبكم قط لا أحول ... ولو برى جسمي النحول
جمالكم قال أني ... مهما فعلتم بي هو الجميل
دلالكم ما خفي علينا ... بأنه للجفا دليل
يا كاحلاً بالسهاد طرفي ... يتمنى طرفك الكحيل
تنكسف الشمس حين تبدو ... ويخجل الغصن إذ تميل
لا تسمعوا في المحب قولاً ... زوره المبغض العذول
واحيرتي وانقطاع ظهري ... إن لم يكن لي بكم وصول