لما علا عن مشبه مختاره ... أضحى وليس لفضله من مشبه
هو خاتم للأنبياء وفاتح ... للأولياء وشربهم من شربه
من أين للأمم الذين تقدموا ... طرّا كأمته الكرام وصحبه
ما كان منهم سيد في موطن ... إلا وكان هو الزعيم لحزبه
منهم حذيفة ذو الأمانة والرضا ... سليمان حلا بالعراق وشعبه
فهما به نور لمن رام الهدى ... وحمىً من الحدث الملم وخطبه
يا سيد البشر الذي هو غوثنا ... في حالتي جدب الزمان وخصبه
زرنا صحابتك الكرام تعرضا ... لننال من فضل خصصتهم به
فافض علينا نعمة من ذاقها ... أضحى معافىً آمناً في سربه
وأتم عقباها بخاتمة الرضا ... والأمن في يوم يصول برعبه
وقال يمدحه صلى الله عليه وسلم:
ما بال أنفاس النسيم إذا سرت ... سحراً على ميتٍ الصبابة انشرت
ما ذاك إلا أنها مرت ... على رند الحجاز وبانه فتعطرت
حملت إلى المشتاق منه رسالةً ... عن عرف من تهوى بصدق اخبرت
نفت الأسى عنه فيالك نفحة ... دأرت ثقيل الخطب عنه وما درت
واهاً لأيام يفوق نهارها ... ليلاتها اللاتي بحيي أقمرت
قضيتها بحمى تهامة آمنا ... تهم العواذل عارفاً ما أنكرت