إلى منزله - وبالجملة فكانت مكارمه كثيرة وغالب أفعاله لله تعالى وكان صحب والدي رحمه الله من حال صغره إلى أن توفي إلى رحمة الله فوجد والدي عليه كثيراً وحزن لفقده وسمعته يثني عليه غير مرة في حال حياته وبعد وفاته وكان للقاضي صدر الدين رحمه الله يد في النظم والنثر واشتغل بالفقه على الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله وغيره وفي العربية على والدي رحمه الله وعلى غيره وسمع على الشيخ تاج الدين الكبدي وغيره ولم يخلف شيئاً من الدنيا سوى دار عمرها وكان يسكنها وحصة يسيرة في حوانيت ورثها من أبيه ولعل مجموع ذلك مع ثياب بدنه وفى بما عليه من الديون وفضل مقدار يسير لورثته رحمه الله وكانت وفاته ببعلبك في تاسع ذي القعدة ودفن ظاهر بعلبك في مقبرة الأمير شمس الدين محمود رحمه الله بباب شطجا وهو في عشر السبعين تقريباً ورثاه غير واحد من أصحابه ومعارفه فمنهم الشيخ شرف الدين أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي رحمه الله تعالى قال:

لفقدك صدر الدين أضحت صدورنا ... تضيق وجاز الوجد غاية قدره

ومن كان ذا قلب على الدين منطو ... تفتت أشجانا على فقد صدره

وكتب إليه الصاحب شرف الدين عبد العزيز رحمه الله وكان بينهما مودة عظيمة:

رب الندى عبد الرحيم استمع ... مقالةً من مغرم صب

لولا بعادي عنك ما كان لي ... على صروف الدهر من عتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015