ذيل مراه الزمان (صفحة 1679)

وعنده حسن المحاضرة، ومداخلة للرؤساء والأعيان، وعلى ذهنه قطعة من التاريخ وأيام الناس، ولازم بهاء الدين زهير المقدم ذكره رحمه الله، وكان له به اختصاص، اجتمعت به مراراً، ومن شعره:

من أعلم القلب أنى كلفت به ... حتى غدا منه في حزن وفي كرب

يشكو الغرام ولا يشكو مرارته ... مبلبل البال بين الجد واللعب

رام العواذل سلواني فقلت لهم ... والدمع يقطر من جفني عن لهب

يا للرجال أنا المضني بفرط هوى ... فلم عذولي لا تحملوا من التعب

لم أنس ليلة وافى وهي في يده ... حمراء قد عصرت من رائق العنب

جنى بها بعد ما جنى بطلعته ... وذاقها فحلت من ذلك الشنب

ودار بالطاس والكأسات في يده ... قد زينت بالحميا ثم بالحبب

ونحن في مجلس حف السرور به ... كأننا منه فوق الأنجم الشهب

ظبي أقام بقلبي وهو يطلبه ... مع الزمان وهذا غاية العجب

مورد الخد معسول المراشف ممشوق القوام كثير الدل والغضب

وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

كم ليلة بت أستحلي المادم على ... وجه الحبيب وبدر التم في السجف

حتى إذا أخذت منه المدامة ... والواشون في غفلة عنا فلم نخف

عانقته عندما قبلت مبسمه ... حباً له كاعتناق اللام للألف

محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك أبو عبد الله الطائي الكناني الأصل بدر الدين. الإمام العلامة في علوم النحو والعربية والبيان مع الذكاء المفرط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015