ذيل مراه الزمان (صفحة 1676)

إذا التقى الجمعان في مأزق ... له سماء شادها القسطل

وطاشت الألباب في ساعة ... يراع فيها القلب والحول

وقامت الحرب على ساقها ... إذا كل قلب ثابت يذهل

أقبل كالسيل على سابح ... كأنه من تحته بر أجدل

فاعجب لبحر ضمه في الوغى ... نهى له في كفه جدول

ينقط في وجهه للعدى ... سمره وبيضه من بعدها يشكل

يا مالكاً راش جناحي ولي ... من جوده ماضٍ ومستقبل

ظلت ملوك الأرض طراً ... جئت أخيراً أو هم أول

وسدت من مجدك فوق الذي ... بناه آباؤك أو أثلوا

فالناس في عصرك في جنة ... قطوفها دانية ميل

قد بلغوا فيه الذي حاولوا ... وأدركوا منك الذي أملوا

فاستجل بكراً نظمها ... رائق بالفضل لها جرول

عذراء ينسيك الدمى حسنها ... بنفسها أعينها تكحل

لو اجتبت في آل حرب كما ... نكب عن ألفاظها الأخطل

وأقبل عن داع لكم مخلص ... رضاك يرجو وله يؤمل

سعى به ذو عزة قوله ... كل على الأسماع مستثقل

ورام أن يحمل من قدرة ... وعندك الباطل لا يقبل

وكيف يلغى عندكم شاعر ... كسيف أحسابكم صيقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015