ففيه عاهدت قد ما حب من حسنت ... به الملاحة واغترت به الرتب
دان وأدنى وعز الحسن يحجبه ... عني وذلي والإجلال والرهب
أحيى إذا مت من شوقي لرؤيته ... لأنني لهواه فيه منتسب
ولست أعجب من جسمي وصحته ... من صحتي إنما سقمي هو العجب
يا لهف نفسي لو يجدي تلهفها ... غوثاً وواجزنا لو ينفع الحرب
يمضي الزمان وأشواقي مضاعفة ... يا للرجال ولا وصل ولا سبب
هبت لنا نسمات من ديارهم ... لم يبق في الركب من لا هزه الطرب
كدنا نظهر سروراً من تذكرهم ... حتى لقد رقصت من تحتنا النجب
يا بارقاً بأعلى الرقمتين إذا ... لقد حلبت ولكن فاتك الشنب
أما خفوق فؤادي فهو عن سبب ... وعن جفونك لي ما هو السبب
ويا نسيماً سرى من جو كاظمة ... بالله قل لي كيف البان والغرب
وكيف جيرة ذاك الحي هل حفظوا ... عهداً أراعيه إن شطوا وإن قربوا
أم ضيعوا ومرادي منك ذكرهم ... هم الأحبة إن أعطوا وإن سلبوا
ولما نظم شهاب الدين هذه القصيدة بلغت الأديب نجم الدين محمد بن إسرائيل المقدم ذكره في هذا الكتاب فادعاها. حكى لي صاحبنا الموفق عبد الله ابن عمر رحمه الله أن ابن إسرائيل وابن الخيمي اجتمعا بعد ذلك بحضرة جماعة من الأدباء، وجرى الحديث في الأبيات المتقدمة، فأصر ابن إسرائيل