ذيل مراه الزمان (صفحة 1630)

كفا من الفضة البيضاء ساعدها ... زمرد حكيت كأساً من الذهب

وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

عاينت ورد الروض يضم خده ... ويقول وهو على البنفسج محنق

لا تقربوا وإن تضوع نشره ... ما بينكم فهو العدو الأزرق

وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

وناعورة شبهتها حين ألبست ... من الشمس ثوباً فوق أثوابها الخضر

بطاووس بستان تدور وتنجلي ... وتنفض عن أرياشها ثلل القطر

محمود بن الحمصي. كان إماماً عالماً فاضلاً، متقناً بارعاً، فقيهاً عارفاً، ورعاً زاهداً، متقللاً من الدنيا، صاحب معاملات وكرامات، مجاب الدعوات، صحيح الاعتقاد، له الكرامات الظاهرة، والأحوال الباهرة، صام أربعين سنة بصوم نهارها، ويقوم أكثر ليلها، ثقة حجة، ما أظن حافظيه كتباً عليه سيئة واحدة منذ سلك هذه الطريقة، وكانت بدايته أنه اجتاز بقرية يونين في حال صباه، فزار الشيخ عيسى اليونيني رحمه الله تعالى فلزمه وانتمى إليه، وصحبه إلى أن مات الشيخ رحمه الله تعالى فدخل مدينة بعلبك وأقام بمسجد الحنابلة مكباً على العبادة والاشتغال بالعلم إلى أن أدركته منيته في ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الأولى هذه السنة، ودفن من الغد بمقابر باب سطحاء ظاهر بعلبك رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015