ذيل مراه الزمان (صفحة 1616)

ألا أيها الساعي على سنن الهوى ... رويدك آمال النفوس غرور

أتدري إذا خان الرحيل وقربت ... مطايا المنايا منك أين تسير

أطعت دواعي اللهو في سكرة الصبا ... أما لك من شيب العذار نذير

كأني بأيام الحياة قد انقضت ... وإن طال هذا العمر فهو قصير

وفاجاك مرتاد الحمام وما لها ... زيارة من لا تشتهيه يزور

وأصبحت مصروع السقام معللاً ... يقولون داء قد ألم يسير

وهيهات بل خطب عظيم وبعده ... عظائم منها الراسيات تمور

ولما تيقنت الرحيل ولم يكن ... لديك على ما قد أتاك نصير

وما لك من زاد وأنت مسافر ... ولا من شفيع والذنوب كثير

بكيت وما يغني البكا على الذي ... جرى وتلافى المتلفات عسير

فبادر وأيام الحياة مقيمة ... وحالك موفور وأنت قدير

وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

إلهي لك الحمد الذي أنت أهله ... على نعم منه الهداية للحمد

صحيحاً خلقت الجسم مني مسلماً ... ولطفك بي ما زال مذ كنت في المهد

وكنت يتيماً قد أحاط في الردى ... فأويت واستنقذت من كل ما يردي

وهبت لي العقل الذي يصبى به ... إلى كل خير يهتدي صاحب الرشد

ووقفت للإسلام قلبي ومنطقي ... فيا نعمة قد جل موقعها عندي

ولو رمت جهدي أن أحل فضيلة ... فضلت بما لم يمحو أطرافها حدي

ألست الذي أدعوك في كل كربة ... ففرجتها لولاك طارت بها كبدي

ألست الذي أرجو جنابك حيثما ... تخلفني الأهلون وحدي في لحدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015