ذيل مراه الزمان (صفحة 1567)

أحباك تأييداً ونور بصيرة ... وسياسة مقرونة بحياء

أولى بسجنك أن يحيط ويصطفى ... مبيد الملوك وأفخر العظماء

ما قدر فراش وحداد ... وتغاط خربند إلى سقاء

خدموا رسولاً ما لهم علم بما ... يخفى وما يندى من الأشياء

بل رغبة في نيل ما يتصدق السلطان من كرم وفيض عطاء

ويؤملون فواضلاً تأتيه من ... لحم وفواكه ومن حلواء

حاشاه أن يغشى حماة معشر ... قصدوه للاحسان والنعماء

نفروا من الكفار والتحوا إلى ... الاسلام واتبعوا سبيل نجاء

فيقابلون بطول سجن دائماً ... ويحشرون مجاعة وعناء

أخبارهم مقطوعة فكأنهم ... موتى وهم في صورة الأحياء

إن الذي منهم تولى كبره ... ولى وزال توهم الغوغاء

إن كان خيراً قد مضى أو كان ... شراً قد أمنت عواقب الأسواء

وإذا قطعت الرأس من نسر فلا ... تبخل بما يبقى من الأعضاء

هلا مننت عليهم بسراحهم ... يجزيك رب العرش خير جزاء

والله أعلم بالسرائر طالما ... أخذ البرئ بتهمة الأعداء

فلما عرضت هذه الأبيات إلى الأمير حسام الدين طالعه في أمرهم، وأطلق معظمهم، وبقى في الاعتقال نفرين أو ثلاثة، قيل: إن صاحب ماردين أشار بإبقائهم لأمر نقمه عليهم. وأما هذا الشيخ عبد الرحمن رحمه الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015