ذيل مراه الزمان (صفحة 1561)

في الخزانة عوضها، وبالخزانة لهذا الكتاب قريب عشر نسخ، وكان كثير التحرز في ذلك والتشديد لم يفرط في شيء منها، وحصل بطريق لها ضبط عظيم، ولم يتولها مثله، لا قبله ولا بعده، ولا عمل أحد فيها ما عمل من الصيانة، وعدم إضاعة شيء منها، ولما توفى أخذ قاضي القضاة بهاء الدين الكلاسة، وولاها لأخيه كمال الدين عبد الرحمن، واستمر أخوه محي الدين في الدماغية والعمادية، وناب عنهم فيها الشيخ زين الدين الفارقي بغير معلوم إلى أن تأهل القاضي بدر الدين محمد ولد قاضي القضاة عز الدين، وذكر الدرس فيها بنفسه وحضر عنده شيخه الشيخ تاج الدين والأعيان، وكان يوماً مشهوداً. وكانت وفاة محي الدين المذكور ليلة الأربعاء ثامن رجب، ودفن يوم الأربعاء بالجبل إلى جنب والده رحمهما الله تعالى.

أحمد بن هولاكو بن قاآن بن جنكز خان ملك التتار. كان ملكاً شهماً خبيراً بأمور الرعايا، سالكاً أحسن المسالك، متبعاً دين الاسلام، لا يصدر عنه إلا ما يوافق الشريعة النبوية صلوات الله وسلامه على صاحبها وانقياده إليها، واعتماده عليها في جميع حركاته بطريق الشيخ عبد الرحمن فإنه كان قد أقبل عليه، وانقاد إليه، وامتثل ما يأمره به، فكان يأمره بمصالحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015