القياصرة، فنكست صلبانها. وفي الأكاسرة، فصدعت أيوانها. وأوضح على يده محجة الحنيفية وأبانها. صلى الله عليه وعلى آله فروع الأصل الطيب فما أكرم الشجرة وأغصانها. وعلى أصحابه ومن حوى الحوزة وصانها. صلاة إذا أفضت صحيفة الحسنات كانت عنوانها. أيها الناس! خافوا الله تأمنوا من ضمان وعده الوفي. ولا تخافوا الخلق وإن كثروا، فإن الخوف من الخلق شرك خفي، ألا وإنه من خاف الله خاف منه كل شيء. ومن لم يخف الله خاف من كل شيء. وشأن أخي الدنيا أن يخاف عليها الذهاب. ولابد من أن يذهب كالفئ، وإنما يخاف عز الربوبية. من عرف نفسه ذل العبودية. واثنان لا يجتمعان في القلب، ولا تنعقد عليهما النية، فاختاروا لأنفسهم إما الله، وإما هذه الدنيا الدنية. فمن كانت الدنيا أكبر همته، لم يزل مهموماً. ومن كانت زهرتها نصب عينه، لم يزل مهزوماً. ومن كانت حدتها غاية وجده، ولم يزل معدماً حتى يصير معدوماً. فالله! الله! عباد الله! الاعتبار! الاعتبار! وأنتم السعداء إذا وعظتم بالاعتبار. أصلحوا ما أفسد، فإن الفساد مقدمة الدمار. إتقوا الله وأصلحوا تفلحوا. وأسلموا تسلموا. وصمموا على التوبة قبل أن لا ينفع أن تصمموا. فما أشقى من عقد التوبة بعد هذه العبر تم حلها. ألا وإن ذنباً بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها ".
كان الشيخ ناصر الدين المذكور إماماً عالماً فاضلاً خيراً متقناً، جامعاً