عشرين وست مائة، وتوفى بالاسكندرية ليلة الخميس مستهل ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، ودفن بتربة والده عند الجامع الغربي رحمه الله. كان إماماً عالماً فاضلاً متبحراً في العلوم، وله اليد الطولى في علم الأدب، مجيداً في النظم والنثر. كتب إلى قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان في صدر كتاب:
ليس شمس الضحى كأوصاف شمس ... الدين قاضي القضاة حاشا وكلا
تلك مهما علت محلا تبث ظلا ... وهذا مهما علا مد ظلا
وقال أيضاً يهنئ القاضي زين الدين بن أبي الفرج لما فوض إليه الحكم بالثغر واستنابه:
أذعن الدهر سامعاً ومطيعا ... لك يبدي تذللاً وخضوعا
فاحتكم في ريعان أشهره ... تلبس فيها غصناً وتلقى خليعا
كل يوم لك الهناء حقيق ... لا تراعى من الهلال طلوعا
ولنا إذ نلنا بدولتك العز ... وعشنا عيشاً هنيئاً وسيعا
واتخذنا شهر الولاية عيدا ... نمنح النفس منه مرعى مريعا
في ربيع كانت ودانت فلا تبرح أيامنا لديك ربيعا
وقال يهجوه لما نازعه الحكم:
قل لمن يبتغي المناصب بالجهل تنحى عنها لمن هو أعلم
إن يكن في ربيع وليت يوماً ... فعليك القضاء أمسى محرم