بعد وفاة الشيخ زين الدين الزواوي المقدم ذكره رحمه الله وشرط هذا المكان أن يتولاه أفضل من يوجد في علم القراآت. وتوفى العماد المذكور يوم الأحد سابع عشر صفر بدمشق، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير، وهو في عشر الستين ومولده بالموصل رحمه الله، ووالده وجده فاضلان، لهما يد في النظم. قال المبارك بن أبي بكر بن حمدان في كتابه قلائد الجمان: يعقوب بن شجاع الموصلي أخبرني أنه ولد ليلة الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة، وهو شاب من حفاظ القرآن، والمتفقهة، وقرأ من النحو صدراً حسناً، ومن أهل الدين والخير والصلاح رحمه الله تعالى وأنشدني لنفسه:
قلت لما رق حالي ... وجفاني من أوالي
ورماني الدهر قصداً ... بسهام ونبال
ودعتني رقة الحال ... إلى ذل السؤال
لست إلا مستجيراً ... بك يا رب المعالي
قال وأنشدني لنفسه:
أمولاي محي الدين بادر إلى ... الوعد الكريم بلا فتور
فلست أفي بشكر يديك عفواً ... ولو عمرت أعمار النسور
وأنت ذخيرتي ما دمت حياً ... وأنك عدتي يوم النشور
قال وأنشدني أيضاً لنفسه:
صروف هذا الدهر قد صوبت ... سهامها نحوي فلم أجزع